دائما ما كانت فكرة طيران الإنسان بها نوع من الخيال فكان الإنسان دائما ما ينظر إلى الطيور محدقاً في السماء مأخوذا بتأمل النجوم ، لا يوجد ما يوازي بدنياً طموح فكرة الطيران. في عصرنا الحالي من الصعب تخيل أحلام وتطلعات رواد فكرة الطيران وكفاحهم ، تجاربهم الفاشلة و تضحياتهم. مقارنة بما يمكن تحقيقه بالنقر على زر في وقتنا الحالي ، فكان من بين هؤلاء الرواد أحمد جلبي.
يعتبر أحمد جلبي أحد العلماء الموسوعيين في إسطنبول في مطلع القرن السابع عشر.هيزارفين أحمد جلبي قام في العام 1630 بتشكيل مجموعة من الأجنحة الشراعية وقام بمحاولة الطيران من أعلى قمة في برج غالاطة بمدينة إسطنبول التركية بساحة ميدان بجوليو وعلى قرب ميلين من مضيق البوسفور. حيث نجح سليبي في تقدير أعلى قمة بين التل والبرج والمسافة بينهما وإجراء بعض التعديلات في الارتفاع خلال طيرانه لإكمال رحلته بنجاح. مما جعل السلطان مراد الرابع يقوم بمكافأته بعد هذا الإنجاز بنقود ذهبية إلا أنه نُفي في وقت لاحق بعدما حاول مستشارو السلطان إقناعه بأن جلبي يشكل خطراً على السلطنة.
وردت قصته للمرة الأولى في كتاب المؤرخ الرحالة أوليا جلبي حيث ذكر:”قام أولا بالتدرب على ممارسة الطيران من أعلى منبر “أوكميداني” باسطنبول ما يقرب من ثمان أو تسع محاولات مستخدما أجنحة النسور ومعتمداً على قوة الرياح. في ذاك الحين كان السلطان مراد خان الرابع يراقبه من قصر سنان باشا في المنطقة المعروفة بالتركية باسم Sarayburnu . وقام جلبي بالطيران من أعلى قمة من برج غالاطة وهبط في ساحة ميدان Doğancılar في أوسكودار بمساعدة الرياح الآتية من الجنوب الغربي. ثم قام بعدها مراد خان بمنحه كيساً من العملات الذهبية و اعتبر انه ليس من الحكيم إبقاء امثاله من القادرين على مثل هذه الأفعال قائلا:” هذا الرجل مخيف فهو قادر على فعل أي شئ يتمناه” وبالتالي نفاه إلى الجزائرو بقي هناك حتى وافته المنية.
بينما كرّمه المؤرخ الرحالة أوليا في كتابه و لقبه ب ” هيزروفين” و التي تعني “الألف عالم” كما تم تسمية ثلاثة مطارات باسمه تكريماً له.
من أجل تقليد طريقة تحليق الطيور؛ قام بتصميم ممر متموج من المعدن على كلا الجانبين لتشكل الرقم 8 لتماثل حركة جناح الطيور، و يمكن لزوار معرض “سلاطين العلم” إجراء هذه التجربة التي ابتكرها رائد الطيران المسلم.
معرض “سلاطين العلم : ألف عام من المعرفة” يتم تنظيمه من قَبل مركز علوم أونتاريو بالتعاون مع المعهد الكندي العربي و مركز النور الثقافي لإلقاء الضوء على أهم الإكتشافات العلمية والتكنولوجية والتطورات خلال العصر الذهبي للإسلام.